صفحة رقم ٩٦
) ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ ( أي لا يُمْهَلُون ولا يُؤَخَّرون، يعني عن عذاب الاستئصال. على التأويل الأول، وعن قيام الساعة على التأويل الثاني.
) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً ( يعني ولو جعلنا معه ملكاً يدل على صدقه لجعلناه في صورة رجل.
وفي وجوب جعله رجلاً وجهان :
أحدهما : لأن الملائكة أجسامهم رقيقة لا تُرَى، فاقتضى أن يُجْعَل رجلاً لكثافة جسمه حتى يرى.
والثاني : أنهم لا يستطيعون أن يروا الملائكة على صورهم، وإذا كان في صورة الرجل لم يعلموا ملك هو أو غير ملك.
) وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَّا يَلْبِسُونَ ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : معناه ولخلطنا عليهم ما يخلطون، قاله الكلبي.
والثاني : لشبهنا عليهم ما يشبهون على أنفسهم، قال الزجاج : كما يشبهون على ضعفائهم واللبس في كلامهم هو الشك ومنه قول الخنساء :
أصدق مقالته واحذر عداوته
والبس عليه بشك مثل ما لبسا
والثالث : وللبسنا على الملائكة من الثبات ما يلبسه الناس من ثيابهم، ليكونوا على صورهم وعلى زِيِّهم، قاله جويبر.
قوله تعالى :)... كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ( أي أوجبها ربكم على نفسه، وفيها أربعة أوجه :
أحدها : أنها تعريض خلقه لما أمرهم به من عبادته التي تفضي بهم إلى جنته.
والثاني : ما أراهم من الآيات الدالة على وجوب طاعته.


الصفحة التالية
Icon