صفحة رقم ١١٤
كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد " ( قوله عز وجل :) أفمن هو قائم على كل نفسٍ بما كسبت ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنهم الملائكة الذين وكلوا ببني آدم، قاله الضحاك.
الثاني : هو الله القائم على كل نفس بما كسبت، قاله قتادة.
الثالث : أنها نفسه.
وفي قوله تعالى :) قائم ( وجهان :
أحدهما : يعني والياً، كما قال تعالى ) قائماً بالقسط ( أي والياً بالعدل.
الثاني : يعني عالماً بما كسبت، قال الشاعر :
فلولا رجالٌ من قريش أعزةٌ
سرقتم ثياب البيت والله قائم
ويحتمل ) بما كسبت ( وجهين :
أحدهما : ما كسبت من رزق تفضلاً عليها فيكون خارجاً مخرج الامتنان.
الثاني : ما كسبت من عمل حفظاً عليها، فيكون خارجاً مخرج الوعد والوعيد
) وجعلوا لله شركاء ( يعني أصناماً جعلوها آلهة.
) قل سموهم ( يحتمل وجهين :
أحدهما : قل سموهم آلهة على وجه التهديد.
الثاني : يعني قل صفوهم ليعلموا أنهم لا يجوز أن يكونوا آلهة.
) أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض ( أي تخبرونه بما لا يعلم أن في الأرض إلهاً غيره.
) أم بظاهر مِن القول ( فيها أربعة تأويلات :
أحدها : معناه بباطل من القول، قاله قتادة، ومنه قول الشاعر :
أعَيّرتنا ألبانها ولحومها
وذلك عارٌ يا ابن ريطة ظاهر