صفحة رقم ١٢٩
الشديدة : فأطارته لم يقدر على جمعه، كذلك الكافر في عمله.
وفي قوله ) في يوم عاصف ( ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه وصف اليوم بالعصوف وهو من صفة الريح، لأن الريح تكون فيه، كما يقال يوم بارد، ويوم حار، لأن البرد والحر يكونان فيه.
الثاني : أن المراد به في يوم عاصف الريح، فحذف الريح لأنها قد ذكرت قبل ذلك.
الثالث : أن العصوف من صفة الريح المقدم ذكرها، غير أنه لما جاء بعد اليوم ابتع إعرابه.
) لا يقدرون مما كسَبَوا على شيءٍ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : لا يقدرون في الآخرة على شيء من ثواب ما عملوا من البر في الدنيا لإحباطه بالكفر.
الثاني : لا يقدرون على شيء مما كسبوه من عروض الدنيا، بالمعاصي التي اقترفوها، أن ينتفعوا به في الآخرة.
) ذلك هو الضلال البعيد ( وإنما جعله بعيداً لفوات استدراكه بالموت.
( إبراهيم :( ١٩ - ٢١ ) ألم تر أن.....
" ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص " ( قوله عز وجل :) وبرزوا لله جميعاً ( أي ظهروا بين يديه تعالى في القيامة. ) فقال الضعفاء ( وهم الأتباع.
) للذين استكبروا ( وهم القادة المتبوعون.
) إنا كُنّا لكم تبعاً ( يعني في الكفر بالإجابة لكم.
) فهل أنتم مغنون عَنّا مِن عذاب الله من شيء ( أي دافعون عنا يقال أغنى عنه


الصفحة التالية
Icon