صفحة رقم ١٥٧
خلف رسول الله ( ﷺ ) امرأةٌ من أحسن الناس، لا والله ما رأيت مثلها قط، فكان بعض الناس يستقدم في الصف الأول لئلا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطه في الصف، فأنزل الله تعالى في شأنها هذه الآية.
( الحجر :( ٢٦ - ٢٧ ) ولقد خلقنا الإنسان.....
" ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم " ( قوله عز وجل :) ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حَمَإٍ مسنون ( أما الإنسان ها هنا فهو آدم عليه السلام في قول أبي هريرة والضحاك.
أما الصلصال ففيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الطين اليابس الذي لم تصبه نار، فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة، قاله ابن عباس وقتادة، ومنه قول الشاعر :
وقاعٍ ترى الصَّلصال فيه ودونه
بقايا بلالٍ بالقرى والمناكبِ
والصلصة : الصوت الشديد المسموع من غير الحيوان، وهو مثل القعقعة في الثوب.
الثاني : أنه طين خلط برمل، قاله عكرمة.
الثالث : أنه الطين المنتن، قاله مجاهد، مأخوذ من قولهم : صَلَّ اللحمُ وأصَلَّ إذا أنتن، قال الشاعر :
ذاك فتى يبذل ذا قدرِهِ
لا يفسد اللحم لديه الصلول
والحمأ : جمع حمأة وهو الطين الأسود المتغير.
وفي المسنون سبعة أقاويل :


الصفحة التالية
Icon