صفحة رقم ١٦
الثاني : أنه كان عنده علم بذلك قديم أطلعه الله عليه.
الثالث : أنه قال ذلك حدساً بصائب رأيه وصدق ظنه.
قال ترضيه لنفسه ) فصبر جميل ( فاحتمل ما أمر به نفسه من الصبر وجهين : أحدهما : الصبر على مقابلتهم على فعلهم فيكون هذا الصبر عفواً عن مؤاخذتهم.
الثاني : أنه أمر نفسه بالصبر على ما ابتُلي به من فقد يوسف.
وفي قوله :) فصبرٌ جميل ( وجهان :
أحدهما : أنه بمعنى أن من الجميل أن أصبر.
الثاني : أنه أمر نفسه بصبر جميل.
وفي الصبر الجميل وجهان : أحدهما : أنه الصبر الذي لا جزع فيه قاله مجاهد.
الثاني : أنه الصبر الذي لا شكوى فيه.
روى حباب بن أبي حبلة قال : سئل رسول الله ( ﷺ ) عن قوله تعالى ) فصبر جميل ( فقال :( صبر لا شكوى فيه، ومن بث لم يصبر ). ) والله المستعان على ما تصفون ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : والله المستعان على الصبر الجميل.
الثاني : والله المستعان على احتمال ما تصفون.
الثالث : يعني على ما تكذبون، قاله قتادة.
قال محمد بن إسحاق : ابتلى الله يعقوب في كبره، ويوسف في صغره لينظر كيف عزمهما. ( يوسف :( ١٩ - ٢٠ ) وجاءت سيارة فأرسلوا.....
" وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين " (