صفحة رقم ١٧٢
وروى أبو رافع أن النبي ( ﷺ ) نزل به ضيف فلم يلق عنده أمراً يصلحه، فأرسل إلى رجل من اليهود يستسلف منه دقيقاً إلى هلال رجب، فقال : لا إلاّ برهن، فقال النبي ( ﷺ ) ( أما والله إني لأمينٌ في السماء وأمين في الأرض، ولو أسلفني أو باعني لأدّيتُ إليه ) فنزلت عليه ) لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم (. ( الحجر :( ٨٩ - ٩٣ ) وقل إني أنا.....
" وقل إني أنا النذير المبين كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " ( قوله عز وجل :) كما أنزلنا على المقتسمين ( فيهم سبعة أقاويل :
أحدها : أنهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى اقتسموا القرآن فجعلوه أعضاءً أي أجزاءً فآمنوا ببعض منها وكفروا ببعض، قاله ابن عباس.
الثاني : أنهم أهل الكتاب اقتسموا القرآن استهزاءً به، فقال بعضهم : هذه السورة لي، وهذه السورة لك، فسموا مقتسمين، قاله عكرمة.
الثالث : أنهم أهل الكتاب اقتسموا كتبهم، فآمن بعضهم ببعضها، وآمن آخرون منهم بما كفر به غيرهم وكفروا بما آمن به غيرهم، فسماهم الله تعالى مقتسمين، قاله مجاهد.
الرابع : أنهم قوم صالح تقاسموا على قتله، فسموا مقتسمين، كما قال تعالى ) قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ( " [ النمل : ٤٩ ] قاله ابن زيد.
الخامس : أنهم قوم من كفار قريش اقتسموا طرق مكة ليتلقوا الواردين إليها من القبائل فينفروهم عن رسول الله ( ﷺ ) بأنه ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون، حتى لا يؤمنوا به، فأنزل الله تعالى عليهم عذاباً فأهلكهم، قاله الفراء.
السادس : أنهم قوم من كفار قريش قسموا كتاب الله، فجعلوا بعضه شعراً وبعضه كهانة وبعضه أساطير الأولين، قاله قتادة.