صفحة رقم ٢٦١
( الإسراء :( ٧٦ - ٧٧ ) وإن كادوا ليستفزونك.....
" وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا " ( قوله عز وجل :) وإن كادوا ليستفزونَك مِنَ الأرض ليخرجوك منها ( في قوله ) ليستفزّونك ( وجهان :
أحدهما : يقتلونك، قاله الحسن.
الثاني : يزعجونك باتسخفافك، قاله ابن عيسى. قال الشاعر :
يُطِيعُ سَفِيهَ القوْمِ إذ يَسْتَفِزُّهُ
ويعْصِي حَكِيماً شَيَّبَتْهُ الْهَزَاهِزُ
وفي قوله ) ليخرجوك منها ( أربعة أقاويل :
أحدها : أنهم اليهود أرادوا أن يخرجوا رسول الله ( ﷺ ) من المدينة، فقالوا : إن أرض الأنبياء هي الشام وإن هذه ليست بأرض الأنبياء، قاله سليمان التيمي.
الثاني : أنهم قريش هموا بإخراج النبي ( ﷺ ) من مكة قبل الهجرة، قاله قتادة.
الثالث : أنهم أرادوا إخراجه من جزيرة العرب كلها لأنهم قد أخرجوه من مكة. الرابع : أنهم أرادوا قتله ليخرجوه من الأرض كلها، قاله الحسن.
) وإذاً لا يلبثون خلافك إلا قليلاً ( يعني بعدك، قال خلْفك وخلافك وقد قرئا جميعاً بمعنى بعدك، ومنه قول الشاعر :
عَفَتِ الدِّيَارُ خِلاَفَها فَكَأَنَّما
بَسَطَ الشَّوَاطبُ بَيْنَهُم حَصِيراً
وقيل خلفك بمعنى مخالفتك، ذكره ابن الأنباري.
) إلا قليلاً ( فيه وجهان :
أحدهما : أن المدة التي لبثوها بعده ما بين إخراجهم له إلى قتلهم يوم بدر، وهذا قوله من ذكر أنهم قريش.