صفحة رقم ٣١٤
الثاني : أنه من الملائكة، ومن قالوا بهذا اختلفوا في معنى قوله تعالى ) كان من الجن ( على ثلاثة أقاويل :
أحدها : ما قاله قتادة أنه كان من أفضل صنف من الملائكة يقال لهم الجن.
الثاني : ما قاله ابن عباس، أنه كان من الملائكة من خزان الجنة ومدبر أمر السماء الدنيا فلذلك قيل من الجن لخزانة الجنة، كما يقال مكي وبصري.
الثالث : أن الجن سبط من الملائكة خلقوا من نار وإبليس منهم، وخلق سائر الملائكة من نور، قاله سعيد من جبير، قاله الحسن : خلق إبليس من نار وإلى النار يعود.
الثالث : أن إبليس لم يكن من الإنس ولا من الجن، ولكن كان من الجان، وقد مضى من ذكره واشتقاق اسمه ما أغنى.
) ففسق عن أمر ربه... ( فيه وجهان :
أحدهما : أن الفسق الاتساع ومعناه اتسع في محارم الله تعالى :
الثاني : أن الفسق الخروج أي خرج من طاعة ربه، من قولهم فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها، وسميت الفأرة فويسقة لخروجها من حجرها قال رؤبة بن العجاج :
يهوين من نجدٍ وغورٍ غائرا
فواسقاً عن قصدها جوائرا
وفي قوله تعالى :)... بئس للظالمين بدلاً ( وجهان :
أحدهما : بئس ما استبدلوا بطاعة الله طاعة إبليس، قاله قتادة.
الثاني : بئس ما استبدلوا بالجنة النار.
( الكهف :( ٥١ ) ما أشهدتهم خلق.....
" ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا " (