صفحة رقم ٣١٨
الثاني : حجاجاً وهو مقتضى القول الثاني. روي أن النبي ( ﷺ ) دخل على عليّ وفاطمة رضي الله عنهما وهما نائمان فقال :( الصلاة، ألا تصليان ) فقال علي رضي الله عنه : إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثها بعثها، فانصرف النبي ( ﷺ ) وهو يقول ) وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ( " [ الكهف : ٥٤ ].
( الكهف :( ٥٥ - ٥٦ ) وما منع الناس.....
" وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا " ( قوله عز وجل :) وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءَهم الهُدى ( فيه وجهان :
أحدهما : وما منع الناس أنفسهم أن يؤمنوا.
الثاني : ما منع الشيطان الناس أن يؤمنوا.
وفي هذا الهدي وجهان :
أحدهما : حجج الله الدالة على وحدانيته ووجوب طاعته.
الثاني : رسول الله ( ﷺ ) المبعوث لهداية الخلق.
) إلاّ أن تأتيهم سنةُ الأولين ( أي عادة الأولين في عذاب الإستئصال.
) أو يأتيهم العذاب قبلاً ( قرأ عاصم وحمزة والكسائي ) قُبُلاً ( بضم القاف والباء وفيه وجهان :
أحدهما : تجاه، قاله مجاهد.
الثاني : أنه جمع قبيل معناه ضروب العذاب.
ويحتمل ثالثاً : أن يريد : من أمامهم مستقبلاً لهم فيشتد عليهم هول مشاهدته.


الصفحة التالية
Icon