صفحة رقم ٣٢٣
الثاني : لا أزال، قاله الفراء، ومنه قول الشاعر :
وأبرح ما أدام اللهُ قومي
بحمد الله منتطقاً مجيداً
أي لا أزال. وقيل إنه قال ) لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ( لأنه وعد أن يلقى عنده الخضر عليه السلام.
) فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حُوتَهما ( قيل إنهما تزودا حوتاً مملوحاً وتركاه حين جلسا، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه ضل عنهما حتى اتخذ سبيله في البحر سرباً، فسمي ضلاله عنهما نسياناً منهما.
الثاني : أنه من النسيان له والسهو عنه.
ثم فيه وجهان :
أحدهما : أن الناسي له أحدهما وهو يوشع بن نون وحده وإن أضيف النسيان إليهما، كما يقال نسي القوم زادهم إذا نسيه أحدهم.
الثاني : أن يوشع نسي أن يحمل الحوت ونسي موسى أن يأمره فيه بشيء، فصار كل واحد منهما ناسياً لغير ما نسيه الآخر.
) فاتّخذ سبيله في البحر سَرَباً ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : مسلكاً، قاله مجاهد وابن زيد.
الثاني : يبساً، قاله الكلبي.
الثالث : عجباً، قاله مقاتل.
قوله عز وجل :) فلما جاوَزا ( يعني مكان الحوت.
) قال لفَتاهُ ( يعني موسى قال لفتاه يوشع بن نون.
) آتِنا غداءَنا ( والغداء الطعام بالغداة كما أن العشاء طعام العشي والإنسان إلى الغداء أشد حاجة منه إلى العشاء.
) لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً ( فيه وجهان : أحدهما : أنه التعب.
الثاني : الوهن.