صفحة رقم ٣٧١
ويحتمل ثالثاً : أن الزكاة الاستكثار من الطاعة، لأن الزكاة في اللغة النماء والزيادة. قوله تعالى :) وَبَرَّاً بِوَالِدَتِي ( يحتمل وجهين : أحدهما : بما برأها به من الفاحشة.
الثاني : بما تكفل لها من الخدمة.
) وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً ( فيه وجهان :
أحدهما : أن الجبار الجاهل بأحكامه، الشقي المتكبر عن عبادته.
الثاني : أن الجبار الذي لا ينصح، والشقي الذي لا يقبل النصيحة.
ويحتمل ثالثاً : أن الجبار الظالم للعباد، والشقي الراغب في الدنيا.
قوله تعالى :) وَالْسَّلاَمُ عَلَيَّ... ( الآية. فيه وجهان :
أحدهما : يعني بالاسلام السلامة، يعني في الدنيا، ) وَيَوْمَ أَمُوتُ ( يعني في القبر، ) وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيَّاً ( يعني في الآخرة، لأن له أحوالاً ثلاثاً : في الدنيا حياً، وفي القبر ميتاً، وفي الآخرة مبعوثاً، فسلم في أحواله كلها، وهو معنى قول الكلبي.
الثاني : يعني بالسلام ) يَوْمَ وُلِدتُّ ( سلامته من همزة الشيطان فإنه ليس مولود يولد إلا همزه الشيطان وذلك حين يستهل، غير عيسى فإن الله عصمه منها. وهو معنى قوله تعالى :) وَإِنِّي أُعِذُهَا وَذُرّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( ) وَيَوْْمَ أَمُوتُ ( يعني سلامته من ضغطة القبر لأنه غير مدفون في الأرض ) وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ( لم أر فيه على هذا الوجه ما يُرضي.


الصفحة التالية
Icon