صفحة رقم ٣٩
قوله عز وجل :) يا صاحبي السجين أما أحدكما فيسقي ربه خمراً ( وهو الذي قال : إني أراني أعصر خمراً، بشره بالنجاة وعوده إلى سقي سيده خمراً لأنه كان ساقيه.
) وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه ( وهو الذي قال ) إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه ( فأنذره بالهلكة وكان خباز الملك، قال ابن جرير : وكان اسمه مجلثاً، واسم الساقي نبواً. فلما سمع الهالك منهما تأويل رؤياه قال : إنما كنا نلعب.
قال ) قُضِيَ الأمر الذي فيه تستفتيان ( فيه وجهان :
أحدهما : قضي السؤال والجواب.
الثاني : سيقضى تأويله ويقع.
فإن قيل : فكيف قطع بتأويل الرؤيا وهو عنده ظن من طريق الاجتهاد الذي لا يقطع فيه ؟ ففيه وجهان :
أحدهما : يجوز أن يكون قاله عن وحي من الله تعالى.
الثاني : لأنه نبي يقطع بتحقيق ما أنطقه الله تعالى وأجراه على لسانه، بخلاف من ليس بنبي. ( يوسف :( ٤٢ ) وقال للذي ظن.....
" وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين " ( قوله عز وجل :) وقال للذي ظن أنه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك ( فيه قولان : أحدهما : يعني للذي علم أنه ناج، فعبر عن العلم بالظن، قاله ابن شجرة. الثاني : أنه ظن ذلك من غير يقين.
وفي ظنه وجهان :
أحدهما : لأن عبارة الرؤيا بالظن فلذلك لم يقطع به، قاله قتادة.
الثاني : أنه لم يتيقن صدقهما في الرؤيا فكان الظن في الجواب لشكه في صدقهما.