صفحة رقم ٤٨
رحيم وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم " ( قوله عز وجل :) وما أبرىء نفسي ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه قول العزيز أي وما أبرىء نفسي من سوء الظن بيوسف.
) إنَّ النفس لأمارة بالسوء ( يحتمل وجهين :
أحدهما : الأمارة بسوء الظن.
الثاني : بالاتهام عند الارتياب.
) إلا ما رحم ربي ( يحتمل وجهين :
أحدهما : إلاَّ ما رحم ربي إن كفاه سوء الظن.
الثاني : أن يثنيه حتى لا يعمل. فهذا تأويل من زعم أنه قول العزيز.
الوجه الثاني : أنه قول امرأة العزيز وما أبرىء نفسي إن كنت راودت يوسف عن نفسه لأن النفس باعثة على السوء إذا غلبت الشهوة عليها.
) إلا ما رحم ربي ( يحتمل وجهين :
أحدهما : إلا ما رحم ربي من نزع شهوته منه.
الثاني : إلا ما رحم ربي في قهره لشهوة نفسه، فهذا تأويل من زعم أنه من قول امرأة العزيز.
الوجه الثاني : أنه من قول يوسف، واختلف قائلو هذا في سببه على أربعة أقاويل :
أحدها : أن يوسف لما قال ) ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ( قالت امرأة العزيز : ولا حين حللت السراويل ؟ فقال : وما أبريء نفسي إن النفس لأمّارة بالسوء، قاله السدي.