صفحة رقم ٥٣
أحدهما : يتخذ من أرض مصر منزلاً حيث يشاء، قاله سعيد بن جبير.
الثاني : يصنع في الدنيا ما يشاء لتفويض الأمر إليه، قاله عبد الرحمن بن زيد.
) نصيب برحمتنا من نشاء ( يعني في الدنيا بالرحمة والنعمة.
) ولا نضيع أجر المحسنين ( يعني في الآخرة بالجزاء. ومنهم من حملها على الدنيا، ومنهم من حملها على الآخرة، والأصح ما قدمناه.
واختلف فيما أوتيه من هذا الحال على قولين :
أحدهما : ثواب من الله تعالى على ما ابتلاه.
الثاني : أنه أنعم بذلك عليه تفضلاً منه، وثوابه باقٍ على حاله في الآخرة.
قوله عز وجل ) ولأجر الآخرة خيرٌ للذين آمنوا وكانوا يتقون ( فيه وجهان :
أحدهما : ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا من أجر الدنيا، لأن أجر الآخرة دائم، وأجر الدنيا منقطع.
الثاني : ولأجر الآخرة خير ليوسف من التشاغل بملك الدنيا ونعيمها لما فيه من التبعة.
( يوسف :( ٥٨ - ٦٢ ) وجاء إخوة يوسف.....
" وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون " ( قوله عز وجل :) وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه ( الآية. قال ابن إسحاق والسدي : وإنما جاءُوا ليمتاروا من مصر في سني القحط التي ذكرها يوسف في تفسير الرؤيا، ودخلوا على يوسف لأنه كان هو الذي يتولى بيع الطعام لعزته.
) فعرفهم ( فيه وجهان :
أحدهما : أنه عرفهم حين دخلوا عليه من غير تعريف، قاله ابن عباس.


الصفحة التالية
Icon