صفحة رقم ٥٥
قوله عز وجل :) فإن لم تأتوني به فلا كيْل لكم عندي ( يعني فيما بعد لأنه قد وفاهم كيلهم في هذه الحال.
) ولا تقربون ( أي لا أنزلكم عندي منزلة القريب. ولم يُرد أن يبعدوا منه ولا يعودوا إليه لأنه على العود حثهم.
قال السدي : وطلب منهم رهينة حتى يرجعوا، فارتهن شمعون عنده. قال الكلبي : إنما اختار شمعون منهم لأنه يوم الجُبّ كان أجملهم قولاً وأحسنهم رأياً.
قوله عز وجل :) قالوا سَنُرَاوِدُ عنه أباه ( والمراودة الاجتهاد في الطلب، مأخوذ من الإرادة. ) وَإِنَّا لَفَاعِلُون ( فيه وجهان :
أحدهما : وإنا لفاعلون مراودة أبيه وطلبه منه.
الثاني : وإنا لفاعلون للعود إليه بأخيهم، قاله ابن إسحاق.
فإن قيل : كيف استجاز يوسف إدخال الحزن على أبيه بطلب أخيه ؟
قيل عن هذا أربعة أجوبة :
أحدها : يجوز أن يكون الله عز وجل أمره بذلك ابتلاء ليعقوب ليُعظم له الثواب فاتّبع أمره فيه. الثاني : يجوز أن يكون أراد بذلك أن ينبه يعقوب على حال يوسف.
الثالث : لتضاعف المسرة ليعقوب برجوع ولديه عليه.
والرابع : ليقدم سرور أخيه بالاجتماع معه قبل إخوته لميله إليه.
قوله عز وجل :) وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم ( قرأ حمزة والكسائي وحفص ) لفتيانه ( وفيهم قولان :
أحدهما : أنهم غلمانه، قاله قتادة.
الثاني : أنهم الذين كالوا لهم الطعام، قاله السدي.