صفحة رقم ١٦٧
. قوله عز وجل :) قَاَلَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً ( أي صغيراً، لأنه كان في داره لقيطاً.
) وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ( لم يؤذن له في الدخول عليه سنة، وخرج من عنده عشر سنين، وعاد إليه يدعوه ثلاثين سنة، وبقي بعد غرقه خمسين سنة، قال ذلك امتناناً عليه.
) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ ( يعني قتل النفس.
) وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ( فيه قولان :
أحدهما : أي على ديننا الذي لا تقول إنه كفر، وهو قول السدي.
الثاني : من الكافرين لإحساني إليك وفضلي عليك، وهذا قول محمد بن إسحاق.
قوله عز وجل :
) قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ الضَّآلِينَ ( يعني قتل النفس، قال المفضل : ومعنى إذن لموجبٍ.
) وَأَنَاْ مِنَ الضَّآلِينَ ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : من الجاهلين، وهو قول مجاهد لا يعلم أنها تبلغ.
والثاني : من الضالين عن النبوة، لأن ذلك كان قبل الرسالة، وهو معنى قول الضحاك.
الثالث : من الناسين، وهو قول ابن زيد، كما قال تعالى :) أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى (.
قوله عز وجل :) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمْنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ( فيه أربعة أوجه :
أحدها : معناه أن اتخاذك بني إسرائيل عبيداً قد أحبط نعمتك التي تمن عليّ، وهذا قول عليّ بن عيسى.