صفحة رقم ١٧٠
لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين " ( قوله تعالى :) قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ( فيه وجهان
: أحدهما : أخره وأخاه، قاله ابن عباس.
الثاني : احبسه وأخاه، قاله قتادة.
وفي مشورتهم على فرعون بإرجائه ونهيهم له عن قتله ثلاثة أوجه :
أحدها : أنهم خافوا إن قتلوه أن يفتن الناس بما شاهدوه منه، وأمّلوا إن جاء السحرة أن يغلبوه.
الثاني : أنهم شاهدوا من فعله ما بهر عقولهم، فخافوا الهلاك من قتله.
الثالث : أن الله صرفهم عن ذلك تثبيتاً لدينه وتأييداً لرسوله.
( الشعراء :( ٥٢ - ٥٩ ) وأوحينا إلى موسى.....
" وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل " ( قوله تعالى :) إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ( في الشرذمة وجهان :
أحدهما : أنهم سفلة الناس وأدنياؤهم، قاله الضحاك، ومنه قول الأعشى :
وهم الأعبد في أحيائهم
لعبيدٍ وتراهم شرذمة.