صفحة رقم ١٧٧
قوله تعالى :) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : ثناء حسناً في الأمم كلها، قاله مجاهد، وقتادة، وجعله لساناً لأنه يكون باللسان.
الثاني : أن يؤمن به أهل كل ملة، قاله ليث بن أبي سليم.
الثالث : أن يجعل من ولده من يقول بالحق بعده، قاله علي بن عيسى.
ويحتمل رابعاً : أن يكون مصدقاً في جمع الملل وقد أجيب إليه.
قوله تعالى :) وَاغْفِرْ لأَبِي ( الآية. في أبيه قولان :
أحدهما : أنه كان يسر الإيمان ويظهر الكفر فعلى هذا يصح الاستغفار له.
الثاني : وهو الأظهر أنه كان كافراً في الظاهر والباطن.
فعلى هذا في استغفاره له قولان :
أحدهما : أنه سأل أن يغفر له في الدنيا ولا يعاقبه فيها.
والثاني : أنه سأل أن يغفر له سيئاته التي عليه والتي تسقط بعفوه.
قوله تعالى :) بِقَلْبٍ ( فيه خمسة أوجه :
أحدها : سليم من الشك، قاله مجاهد.
الثاني : سليم من الشرك، قاله الحسن، وابن زيد.
الثالث : من المعاصي، لأنه إذا سلم القلب سلمت الجوارح.
الرابع : أنه الخالص، قاله الضحاك.
الخامس : أنه الناصح في خلقه، قاله عبد الرحمن بن أبي حاتم.
ويحتمل سادساً : سليم القلب من الخوف في القيامة لما تقدم من البشرى عند المعاينة. ( الشعراء :( ٩٠ - ١٠٤ ) وأزلفت الجنة للمتقين
" وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين