صفحة رقم ١٨
مكتوب : أنا الله ذو بكّة، خلقت الخير والشر، فطوبى لمن قَدَّرْتُ على يديه الخير، وويلٌ لمن قدرت على يديه الشر.
وتأول بعض أصحاب الخواطر قوله :) وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ( يعني القلوب.
) لِلطَّآئِفِينَ ( يعني حجاج الله، ) وَالْقَآئِمِينَ ( يعني الإِيمان، ) وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ( يعني الخوف والرجاء.
قوله عز وجل :) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ( يعني أَعْلِمْهُم ونَادِ فيهم بالحق، وفيه قولان :
أحدهما : أن هذا القول حكاية عن أمر الله سبحانه لنبيه إبراهيم، فروي أن إبراهيم صعد جبل أبي قبيس فقال : عباد الله إن الله سبحانه وتعالى قد ابتنى بيتاً وأمَرَكُمْ بحجه فَحُجُّوا، فأجابه من في أصلاب الرجال وأرحام النساء : لبيك داعي ربنا لبيك. ولا يحجه إلى يوم القيامة إلا من أجاب دعوة إبراهيم، وقيل إن أول من أجابه أهل اليمن، فهم أكثر الناس حجاً له.
والثاني : أن هذا أمر من الله تعالى لنبيه محمد ( ﷺ ) أن يأمر الناس بحج البيت.
) يَأْتُوكَ رِجَالاً ( يعني مشاة على أقدامهم، والرجال جمع راجل.
) وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ( أي جملٍ ضامر، وهو المهزول، وإنما قال ) ضَامِرٍ ( لأنه ليس يصل إليه إلا وقد صار ضامراً.
) يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ( أي بعيد، ومنه قول الشاعر :
تلعب لديهن بالحريق
مدى نياط بارح عميق