صفحة رقم ٢٠١
وفي سبب شكره قولان :
أحدهما : أن علم منطق الطيرحتى فهم قولها.
الثاني : أن حملت الريح قولها إليه حتى سمعه قبل وصوله لجنوده على ثلاثة أميال فأمكنه الكف.
) وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ ( فيه وجهان
: أحدهما : شكر ما أنعم به عليه، قاله الضحاك.
الثاني : حفظ ما استرعاه، وهو محتمل.
) وَأدْخَلْنِي فِي رَحْمَتِكَ ( فيه وجهان : أحدهما : بالنبوة التي شرفتني بها.
الثاني : بالمعونة التي أنعمت عليّ بها.
) فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ( فيه وجهان
: أحدهما : في جملة أنبيائك.
الثاني : في الجنة التي هي دار أوليائك.
( النمل :( ٢٠ - ٢١ ) وتفقد الطير فقال.....
" وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين " ( قوله :) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَال لِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ ( قيل إن سليمان كان إذا سافر أظله الطير من الشمس، فأخل الهدهد بكانه، فبان بطلوع الشمس منه بعده عنه، وكان دليله على الماء، وقيل : إن الأرض كانت كالزجاج للهدهد، يرى ما تحتها فيدل على مواضع الماء حتى يحضر، قال ابن عباس : فكانوا إذا سافروا نقر لهم الهدهد عن أقرب الماء في الأرض، فقال نافع بن الأزرق : فكيف يعلم أقرب الماء إلى الأرض ولا يعلم بالفخ حتى يأخذه بعنقه ؟ فقال ابن عباس : ويحك يا نافع ألم تعلم أنه إذا جاء القدر ذهب الحذر ؟ فقال سليمان عن زوال الهدهد عن مكانه ) مَا لِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبينَ ( أي انتقل عن مكانه أم غاب.


الصفحة التالية
Icon