صفحة رقم ٢٠٦
من مضى من أهلها وقد سيست وساست حتى أحكمها ذلك.
) ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ ( قال ابن عباس كن قريباً منهم.
) فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (
فيه تقديم وتأخير تقديره فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم، حكاه ابن عيسى، وقاله الفراء.
قوله :) قَالَتْ يَآ أَيُّهَأ المَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِليَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ( وفي صفتها الكتاب أنه كريم، أربعة أوجه :
أحدها : لأنه مختوم، قاله السدي.
الثاني : لحسن ما فيه، قاله قتادة.
الثالث : لكرم صاحبه وأنه كان ملكاً، حكاه ابن بحر.
الرابع : لتسخير الهدهد به بحمله. ويحتمل خامساً : لإلقائه عليها عالياً من نحو السماء.
قوله تعالى :) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ ( الآية، أما قولها إنه من سليمان فلإعلامهم مرسل الكتابي وممن هو.
وأما قولها :) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( فلاستنكار هذا الاستفتاح الذي لم تعرفه هي ولا قومها لأن أول من افتتح ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( سليمان.
روى ابن بريدة عن أبيه قال كنت أمشي مع رسول الله ( ﷺ ) فقال :( إِنِّي لأَعْلَمُ آيَةً لَمْ تَنْزِلْ عَلَى نَبِيٍ قَبْلِي بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ) قال : قلت يا رسول الله أي آية هي ؟ قال :( سَأُعَلِّمُكَهَا قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ ) قال : فانتهى إلى الباب فأخرج إحدى قدميه فقلت : نسي ثم التفت إليّ فقال :( إِنَّهُ مِنْ سُلَيمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ). حكى عاصم عن الشعبي قال : كَانَتْ كُتُبُ رسول الله ( ﷺ ) أربعة كتب كان