صفحة رقم ٢١٢
أحدها : أنه أراد أن يختبر صدق الهدهد، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه أعجب بصفته حين وصفه الهدهد وخشي أن تسلم فيحرم عليه مالها فأراد أخذه قبل أن يحرم عليه بإسلامها، قاله قتادة.
الثالث : أنه أحب أن يعاليها به وكانت الملوك يعالون بالملك والقدرة، قاله ابن زيد.
الرابع : أنه أراد أن يختبر بذلك عقلها وفطنتها، وهل تعرفه أو تنكره، قاله ابن جبير.
الخامس : أنه أراد أن يجعل ذلك دليلاً على صدق نبوته، لأنها خلفته في دارها وأوثقته في حرزها ثم جاءت إلى سليمان فوجدته قد تقدمها، قاله وهب.
قوله :) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ ( العفريت المارد القوي، قال أبو صالح كأنه جبل وفيه وجهان :
أحدهما : أنه المبالغ في كل شيء مأخوذ من قولهم فلان عفرية نفرية إذا كان مبالغاً في الأمور، قاله الأخفش.
الثاني : أصله العفر وهو الشديد، زيدت فيه التاء فقيل عفريت، قاله ابن قتيبة.
) أَنَاْ ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ( فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : من مجلسك وسمي المجلس مقاماً لإقامة صاحبه فيه كما قال تعالى :) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ( " [ الدخان : ٥١ ].
الثاني : أنه أراد يوماً معروفاً كان عادة سليمان أن يقوم فيه خطيباً يعظهم، ويأمرهم، وينهاهم، وكان مجيء اليوم تقريباً.
الثالث : أنه أراد قبل أن تسير عن ملكك إليهم محارباً.
) وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ( لقوي على حمله، وفي الأمين ثلاثة أقاويل :
أحدها : أمين على ما فيه من جوهر ولؤلؤ، قاله الكلبي وابن جرير.
الثاني : أمين ألا آتيك بغيره بدلاً منه، قاله ابن زيد.


الصفحة التالية
Icon