صفحة رقم ٢١٦
الثاني : مخلصين لله بالتوحيد.
قوله تعالى ) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ( فيه أربعة أوجه :
أحدها : وصدها عبادة الشمس أن تعبد الله.
الثاني : وصدّها كفرها بقضاء الله أن تهتدي للحق.
الثالث : وصدّها سليمان عما كانت تعبد في كفرها.
الرابع : وصدها الله تعالى إليه بتوفيقها بالإيمان عن الكفر.
قوله :) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها بركة بنيت قوارير، قاله مجاهد.
الثاني : أنها صحن الدار، حكاه ابن عيسى يقال صرحة الدار وساحة الدار وباحة الدار وقاعة الدار كله بمعنى واحد. قال زهير مأخوذ من التصريح ومنه صرح بالأمر إذا أظهره.
الثالث : أنه القصر قاله ابن شجرة، واستشهد بقول الهذلي.
على طرق كنحو الظباء
تحسب أعلامهن الصروحا
) فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً ( أي ماء لأن سليمان أمر الجن أن يبنوه من قوارير في ماء فبنوه وجعلوا حوله أمثال السمك فأمرها بالدخول لأنها وصفت له فأحب أن يراها.
قال مجاهد : وكانت هلباء الشعر والهلباء الطويلة الشعر، قدمها كحافر الحمار وكانت أمها جنيه. قال الحسن : وخافت الجن أن يتزوجها سليمان فيطلع منها على أشياء كانت الجن تخفيها عنه. وهذا القول بأن أمها جنية مستنكر في العقول لتباين الجنسين واختلاف الطبعين وتفاوت الجسمين، لأن الآدمي جسماني، والجني روحاني، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار وخلق الجني من مارج من نار، ويمتنع الامتزاج من هذا التباين ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف، لكنه قيل فذكرته حاكياً.


الصفحة التالية
Icon