صفحة رقم ٢٤٣
قوله تعالى :) فَأَصْبَحَ في الْمَدِينَةِ خَائِفَاً يَتَرَقَّبُ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : خائفاً من قتل النفس أن يؤخذ بها.
الثاني : خائفاً من قومه.
الثالث : خائفاً من الله.
) يَتَرَقَّبُ ( فيه وجهان :
أحدهما : يتلفت من الخوف، قاله ابن جبير.
الثاني : ينتظر.
وفيما ينتظر فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : ينتظر الطلب إذا قيل إن خوفه كان من قتل النفس.
الثاني : ينتظر أن يسلمه قومه إذا قيل إن خوفه منهم.
الثالث : ينتظر عقوبة الله إذا قيل إن خوفه كان منه.
) فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ( يعني الإسرائيلي الذي كان قد خلصه بالأمس ووكز من أجله القبطي فقتله، استصرخه واستغاثه على رجل آخر من القبط خاصمه.
) قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ( فيه قولان :
أحدهما : أنه قال ذلك للإسرائيلي لأنه قد أغواه بالأمس حتى قتل من أجله رجلاً ويريد أن يغويه ثانية.
الثاني : أنه قال ذلك للقبطي فظن الإسرائيلي أنه عناه فخافه، قاله ابن عباس.
) فلَمَّآ أَنْ أَرادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا... ( وهو القبطي لأن موسى أخذته الرقة على الإسرائيلي فقال الإسرائيلي :
) قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ ( فيه قولان :
أحدهما : أن الإسرائيلي رأى غضب موسى عليه وقوله إنك لغوي مبين، فخاف أن قتله فقال :) أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ (.
الثاني : أن الإسرائيلي خاف أن يكون موسى يقتل القبطي فيقتل به الإسرائيلي فقال ذلك دفعاً لموسى عن قتله، قاله يحيى بن سلام : قال يحيى : وبلغني أن هذا الإسرائيلي هو السامري.