صفحة رقم ٢٤٥
قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " ( قوله تعالى :) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ ( قال عكرمة : عرضت لموسى أربع طرق فلم يدر أيتها يسلك.
) قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السَّبِيلِ ( وفيه وجهان :
أحدهما : أنه قال ذلك عند استواء الطرق فأخذ طريق مدين، قاله عكرمة.
الثاني : أنه قال ذلك بعد أن اتخذ طريق مدين فقال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل أي قصد الطريق إلى مدين، قاله قتادة والسدي. قال قتادة : مدين ماء كان عليه قوم شعيب.
قوله تعالى :) وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ ( قال ابن عباس : لما خرج موسى من مصر إلى مدين وبينه وبينهما ثماني ليل ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر وخرج حافياً فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه.
) وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ ( أي جماعة. قال ابن عباس : الأمة أربعون.
) يَسْقُونَ ( يعني غنمهم ومواشيهم.
) وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ( فيه وجهان :
أحدهما : تحبسان، قاله قطرب، ومنه قول الشاعر :
أبيتُ على باب القوافي كأنما
أذود بها سِرباً من الوحش نُزَّعا
الثاني : تطردان. قال الشاعر :
لقد سلبت عصاك بنو تميم
فما تدري بأيِّ عصى تذود
وفيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنهما تحبسان غنمهما عن الماء لضعفهما عن زحام الناس. قاله أبو مالك والسدي.
الثاني : أنهما تذودان الناس عن غنمهما، قاله قتادة.


الصفحة التالية
Icon