صفحة رقم ٢٥٥
بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون " ( قوله تعالى :) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ( فيه قولان :
أحدهما : أنها ست من المثاني التي التي أنزلها الله على رسوله محمد صلىالله عليه وسلم، قاله ابن عباس ورواه مرفوعاً.
الثاني : أنها التوراة، قاله قتادة.
قال يحيى بن سلام : هو أول كتاب نزل فيه الفرائض والحدود والأحكام.
) مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى ( قال أبو سعيد الخدري : ما أهلك الله أمة من الأمم ولا قرناً من القرون ولا قرية من القرى بعذاب من السماء ولا من الأرض منذ أنزل الله التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخهم الله قردة، ألم تر إلى قوله تعالى :) وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابِ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى (.
ومعنى قوله :) بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ ( أي بينات. ) وَهُدًى ( أي دلالة ) وَرَحْمَةً ( أي نعمة.
) لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( أي ليذكروا هذه النعمة فيقيموا على إيمانهم في الدنيا ويثقوا بثوابهم في الآخرة.
( القصص :( ٤٤ - ٤٧ ) وما كنت بجانب.....
" وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين " ( قوله :) وَمَا كُنتَ بِجَانِب الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا ( هذا خطاب للنبي ( ﷺ )، وما كنت يا محمد ) بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا ( وفيه وجهان :
أحدهما : نودي يا أمة محمد استجبت لكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني، قاله أبو هريرة.
الثاني : أنهم نودوا في أصلاب آبائهم أن يؤمنوا بك إذا بُعِثْتَ، قاله مقاتل.
) وَلَكِن رَّحْمَةَ مِّن رَّبِّكَ ( فيه وجهان
: أحدهما : أن ما نودي به موسى من جانب الطور من ذكرك نعمة من ربك.
الثاني : أن إرسالك نبياً إلى قومك نعمة من ربك.
) لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ ( يعني العرب.
( القصص :( ٤٨ - ٥١ ) فلما جاءهم الحق.....
" فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون