صفحة رقم ٢٩٢
الصادق عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال لما توّفي رسول الله ( ﷺ ) جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، ) كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمُوتِ (، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخَلَفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت ؛ فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حُرِمَ الثواب.
) ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ( يريد البعث في القيامة بعد الموت في الدنيا. قوله تعالى :)... لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً ( قرأ حمزة والكسائي ) لَنُثَوِّيَنَّهُم ( بالثاء من الثواء وهو طول المقام وقرأ الباقون بالباء ) لَنُبَوِّئَنَّهُم ( معناه لنسكننهم أعالي البيوت. وإنما خصهم بالغرف لأمرين :
أحدهما : أن الغرف لا تستقر إلا فوق البيوت فصار فيها جمع بين أمرين.
الثاني : لأنها أنزه من البيوت لإشرافها وألذ سكنى منها لرياحها وجفافها.
وقد روى أبو مالك الأشعري عن النبي ( ﷺ ) أنه قال :( إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِها، وَبَاطِنُها مِن ظَاهِرِهَا، أَعدَّهَا اللَّهُ لِمَن أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَطَابَ الكَلاَمَ وَتَابَعَ الصَّلاَةَ وَالصِّيَامَ وَقَامَ باللِّيلِ وَالنَّاسُ نِيامٌ ). قوله :) وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ( فيه أربعة أقاويل