صفحة رقم ٣١
ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " ( قوله عز وجل :) وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ ( فيها ثلاثة أوجه
: أحدها : يعني خالية من أهلها لهلاكها.
والثاني : غائرة الماء.
والثالث : معطلة من دلالتها وأرشيتها.
) وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن المشيد الحصين وهو قول الكلبي، ومنه قول امرىء القيس :
وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ
ولا أطماً إلا مشيراً بجندل
والثاني : أن المشيد الرفيع، وهو قول قتادة، ومنه قول عدي بن زيد :
شاده مرمراً وجلله كل
ساً فللطير في ذراه وُكورُ
والثالث : أن المشيد المجصص، والشيد الجص، وهو قول عكرمة ومجاهد ومنه قول الطرماح :
٨٩ ( كحية الماء بين الطين والشيد ) ٨٩
وفي الكلام مضمر محذوف وتقديره : وقصر مشيد مثلها معطل، وقيل إن القصر والبئر بحضرموت من أرض اليمن معروفان، وقصرِ مشرف على قلة جبل ولا


الصفحة التالية
Icon