صفحة رقم ٣١٣
قوله :) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ( فيه أربعة تأويلات :
أحدها : مقبلين إليه، قاله يحيى بن سلام والفراء.
الثاني : داعين إليه، قاله عبيد بن يعلى.
الثالث : مطيعين له، قاله عبد الرحمن بن زيد.
الرابع : تائبين إليه من الذنوب، ومنه قول أبي قيس بن الأسلت :
فإن تابوا فإن بني سليم
وقومهم هوازن قد أنابوا
وفي أصل الإنابة قولان
: أحدهما : أن أصله القطع ومنه أخذ اسم الناب لأنه قاطع فكأن الإنابة هي الانقطاع إلى الله عز وجل بالطاعة.
الثاني : أن أصله الرجوع مأخوذ من ناب ينوب إذا رجع مرة بعد مرة ومنه النوبة لأنها الرجوع إلى عادة.
قوله تعالى :) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ ( أي أوقعوا فيه الاختلاف حتى صاروا فرقاً وقرىء ) فَارَقُواْ دِينَهُم ( أي تركوه وقد قرأ بذلك علي رضي الله عنه وهي قراءة حمزة والكسائي وفيهم أربعة أقاويل :
أحدها : أنهم اليهود، قاله قتادة.
الثاني : أنهم اليهود والنصارى، قاله معمر.
الثالث : أنهم الخوارج من هذه الأمة، وهذا قول أبي هريرة ورواه أبو أمامة مرفوعاً.
الرابع : أنهم أصحاب الأهواء والبدع، روته عائشة مرفوعاً.


الصفحة التالية
Icon