صفحة رقم ٣٣٠
كل زوج كريم هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين " ( قوله تعالى :) خَلَقَ السَّموَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ( فيه قولان :
أحدهما : بعمد لا ترونها، قاله عكرمة ومجاهد.
الثاني : أنها خلقت بغير عمد، قاله الحسن وقتادة.
) وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ ( أي جبالاً.
) أَن تَمِيدَ بِكُمْ ( أي لئلا تميد بكم وفيه وجهان :
أحدهما : معناه أن لا تزول بكم، قاله النقاش.
الثاني : أن لا تتحرك بكم، قاله يحيى بن سلام. وقيل : إن الأرض كانت تتكفأ مثل السفينة فأرساها الله بالجبال وأنها تسعة عشر جبلاً تتشعب في الأرض حتى صارت لها أوتاداً فتثبتت وروى أبو الأشهب عن الحسن قال : لما خلق الله الأرض جعلت تميد فلما رأت الملائكة ما تفعل الأرض قالوا : ربنا هذه لا يقر لك على ظهرها خلق، فأصبح قد ربطها بالجبال فلما رأت الملائكة الذي أرسيت به الأرض عجبواْ فقالوا : يا ربنا هل خلقت خلقاً هو أشد من الجبال ؟ قال : نَعَم الرِّيحُ قالوا : هل خلقت خلقاً هو أشد من الريح ؟ قال :( نَعَمْ ابنُ آدَمَ ).
) وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : وخلق فيها، قاله السدي.
الثاني : وبسط، قاله الكلبي.
الثالث : فرق فيها من كل دابة وهو الحيوان سُمِّيَ بذلك لدبيبه والدبيب الحركة.
) وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ( فيه قولان :
أحدهما : أنهم الناس هم نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم، قاله الشعبي.
الثاني : أن نبات الأرض أشجارها وزرعها، والزوج هو النوع.
وفي الكريم ثلاثة أوجه :