صفحة رقم ٣٥٦
) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ ( أي ذريته ) مِن سُلاَلَةٍ ( لاِنسِلاَلِهِ من صلبه ) مِن مَّآءٍ مَّهِينٍ ( قال مجاهد ضعيف.
قوله تعالى :) ثُمَّ سَوَّاهُ ( فيه وجهان :
أحدهما : سوى خلقه في الرحم.
الثاني : سوى خلقه كيف يشاء.
) وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ( فيه أربعة أوجه
: أحدها : من قدرته، قاله أبو روق.
الثاني : من ذريته، قاله قتادة.
الثالث : من أمره أن يكون فكان، قاله الضحاك.
الرابع : روحاً من روحه أي من خلقه وأضافه إلى نفسه لأنه من فعله وعبر عنه بالنفخ لأن الروح من جنس الريح.
) وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ ( يعني القلوب وسمى القلب فؤاداً لأنه ينبوع الحرارة الغريزية مأخوذ من المفتأد وهو موضع النار، وخصص الأسماع والأبصار والأفئدة بالذكر لأنها موضع الأفكار والاعتبار.
( السجدة :( ١٠ - ١١ ) وقالوا أئذا ضللنا.....
" وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون " ( قوله :) وَقَالُواْ أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : هلكنا، قاله مجاهد.
الثاني : صرنا فيه رفاتاً وتراباً، قاله قتادة والعرب تقول لكل شيء غلب عليه غيره حتى خفي فيه أثره قد ضل، قال الأخطل :
كنت القذى في موج أكدر مزبد
تقذف الأتيُّ به فَضَلَّ ضلالاً.
الثالث : غُيِّبنا في الأرض، قاله قطرب وأنشد النابغة :
فآب مُضلُّوه بعين جلية
وغودر بالجولان حزمٌ ونائل
وقرأ الحسن : صللنا، بصاد غير معجمة وفيه على قراءته وجهان :
أحدهما : أي أنتنت لحومنا من قولهم صل اللحم إذا أنتن، قاله الحسن.