صفحة رقم ٣٨٨
أحدهما : أي مواساة عند القتال، قاله السدي.
الثاني : قدوة حسنة يتبع فيها، والأسوة الحسنة المشاركة في الأمر يقال هو مواسيه بماله إذا جعل له نصيباً.
وفي المراد بذلك وجهان :
أحدهما : الحث على الصبر مع النبي ( ﷺ ) في حروبه.
الثاني : التسلية لهم فيما أصابهم فإن النبي ( ﷺ ) شُج وكُسِرَت رباعيته وقتل عمه حمزة.
) لِمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِر ( فيه وجهان
: أحدهما : لمن كان يرجو ثواب الله في اليوم الآخر قاله ابن عيسى.
الثاني : لمن كان يرجوا الله بإيمانه ويصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، قاله ابن جبير.
) وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ( يحتمل وجهين
: أحدهما : أي استكثر من العمل بطاعته تذكراً لأوامره.
الثاني : أي استكثر من ذكر الله خوفاً من عقابه ورجاء لثوابه واختلف فيمن أريد بهذا الخطاب على قولين :
أحدهما : المنافقون عطفاً عل ما تقدم من خطابهم.
الثاني : المؤمنون لقوله :) لِمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ (.
واختلف في هذه الأسوة بالرسول هل هي على الإِيجاب أو على الاستحباب على قولين :
أحدهما : على الإيجاب حتى يقوم دليل علىالاستحباب.
الثاني : على الاستحباب حتى يقول دليل على الإيجاب.
ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدين، وعلى الاستحباب في أمور الدنيا.
قوله تعالى :) وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأحْزَابِ... ( الآية. فيه قولان :
أحدهما : أن الله وعدهم في سورة البقرة فقال ) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم ( " [ البقرة : ٢١٤ ] الآية. فلما رأواْ أحزاب المشركين يوم الخندق ) قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ( قاله قتادة.


الصفحة التالية
Icon