صفحة رقم ٤٤٦
الثالث : معناه زد في عمارتنا حتى تبعد فيه أسفارنا، حكاه النقاش. وهذا القول منهم طلباً للزيادة والكثرة.
وقرأ بعض القراء ) بَعُد ( بضم العين وتخفيفها، وهذا القول منهم شكوى لبعد سفرهم وتمني قصره.
) وَظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ( فيه ثلاثة أقاويل
: أحدها : ظلموها بقولهم باعد بين أسفارنا، قاله بن زيد.
الثاني : بتكذيب الرسل وهم ثلاثة عشر نبياً. قال الكلبي : أنهم قالوا لرسلهم حين ابتلوا وهم مكذبون : وقد كنا نأبى عليكم وأرضنا عامرة خير أرض فكيف اليوم وأرضنا خراب شر أرض.
الثالث : أنهم ظلموا أنفسهم بالتغيير والتبديل بعد أن كانوا مسلمين، قاله الحسن.
) فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ( أي يتحدث الناس بما كانوا فيه من نعيم وما صارواْ إليه من هلاك، حتى ضرب المثل فقيل : تفرقوا أيدي سبأ، ومنه قول الشاعر :
باد قوم عصف الدهر بهم
فرقوا عن صرفه أيدي سبأ
) وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ( فيه قولان :
أحدهما : أنهم فرقوا بالهلاك حتى صاروا تراباً تذروه الرياح، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : أنهم مزقوا بالتفريق والتباعد، قاله قتادة.
حكى الشعبي قال : أما غسان فلحقوا بالشام، وأما خزاعة فحلقوا بمكة، وأما الأوس والخزرج فلحقوا بيثرب يعني المدينة، وأما الأزد فلحقوا بعمان.
) إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : صبار على البلوى شكور على النعماء.
الثاني : صبور على أمر الله شكور في طاعة الله.


الصفحة التالية
Icon