صفحة رقم ٤٧
قوله :) أُوْلئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ( روي عن النبي ( ﷺ ) أنه قال :( مَا مِنْكُم إِلاَّ لَهُ مَنزِلاَنِ : مَنزِلٌ فِي الجَنَّةِ وَمَنزِلٌ فِي النَّارِ، فَإِن مَاتَ وَدَخَلَ النَّارَ، وَرِثَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنْزِلَهُ، وإِنْ مَاتَ وََدَخَلَ الجَنَّةَ، وَرِثَ أَهْلُ النَّارِ مَنزِلَهُ، فَذلِكَ قولَه ) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ( ) ثم بيَّن ما يرثون فقال :
) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ ( فيه خمسة أوجه
: أحدها : أنه اسم من أسماء الجنة، قاله الحسن.
الثاني : أنه أعلى الجنان قاله قطرب.
الثالث : أنه جبل الجنة الذي تتفجر منه أنهار الجنة، قاله أبو هريرة.
الرابع : أنه البستان وهو رومي معرب، قاله الزجاج.
الخامس : أنه عربي وهو الكرم، قاله الضحاك.
( المؤمنون :( ١٢ - ١٦ ) ولقد خلقنا الإنسان.....
" ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون " ( قوله :) وَلَقَدْ خَلَقنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ ( فيه قولان
: أحدهما : آدم استل من طين، وهذا قول قتادة، وقيل : لانه اسْتُلَ من قِبَل ربه.
والثاني : أن المعني به كل إنسان، لأنه يرجع إلى آدم الذي خلق من سلالة من طين، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقيل : لأنه استل من نطفة أبيه، والسلالة من كل شيء صفوته التي تستل منه، قال الشاعر :
وما هند إلا مهرة عربية
سليلة أفراسٍ تجلّلها بغل
وقال الزجاج : السلالة القليل مما ينسل، وقد تُسَمَّى، المضغة سلالة والولد سلالة إما لأنهما صفوتان على الوجه الأول، وإما لأنهما ينسلان على الوجه الثاني،