صفحة رقم ٤٩
روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه لما نزلت هذه الآية إلى قوله :) ثَمَّ أَنشَأنَاهُ خَلْقَاً آخَرَ (. قال عمر بن الخطاب : فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت :) فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (.
( المؤمنون :( ١٧ ) ولقد خلقنا فوقكم.....
" ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين " ( قوله :) سَبْعَ طَرآئِقَ ( أي سبع سموات، وفي تسميتها طرائق ثلاثة أوجه
: أحدها : لأن كل طبقة على طريقة من الصنعة والهيئة.
الثاني : لأن كل طبقة منها طريق الملائكة، قاله ابن عيسى.
الثالث : لأنها طباق بعضها فوق بعض، ومنه أخذ طراق الفحل إذا أطبق عليها ما يمسكها، قاله ابن شجرة، فيكون على الوجه الأول مأخوذاً من التطرق، وعلى الوجه الثاني مأخوذاً من التطارق.
) وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلقِ غَافِلِينَ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : غافلين عن حفظهم من سقوط السماء عليهم، قاله ابن عيسى.
الثاني : غافلين عن نزول المطر من السماء عليهم، قاله الحسن.
الثالث : غافلين، أي عاجزين عن رزقهم، قاله سفيان بن عيينة.
وتأول بعض المتعمقة في غوامض المعاني سبع طرائق : أنها سبع حجب بينه وبين ربه، الحجاب الأول قلبه، الثاني جسمه، الثالث نفسه، الرابع عقله، الخامس علمه، السادس إرادته، السابع مشيئته توصله إن صلحت وتحجبه إن فسدت، وهذا تكلف بعيد.