صفحة رقم ١٤
أي تبعثون. فإن قيل : فلم أضاف الفطرة إلى نفسه والبعث إليهم وهو معترف أن الله فطرهم جميعاً ويبعثهم إليه جميعاً ؟
قيل : لأنه خلق الله تعالى له نعمة عليه توجب الشكر، والبعث في القيامة وعيد يقتضي الزجر، فكان إضافة النعمة، إلى نفسه إضافة شكر، وإضافة الزجر إلى الكافر أبلغ أثراً.
قال قتادة : بلغني أنهم لما قال لهم : وما لي لا أعبد الذي فطرني وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه وهو يقول : يا رب اهدِ قومي، أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون.
قوله عز وجل :) إِنِّي ءَامَنتُ بِرَبِّكُم فَاسْمَعُونِ ( فيه قولان :
أحدهما : أنه خاطب الرسل بذلك أنه يؤمن بالله ربهم ) فَاسْمَعُونِ ( أي فاشهدوا لي، قاله ابن مسعود.
الثاني : أنه خاطب قومه بذلك، ومعناه إني آمنت بربكم الذي كفرتم به فاسمعوا قولي، قاله وهب بن منبه.
( يس :( ٢٦ - ٢٧ ) قيل ادخل الجنة.....
" قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين " ( قوله عز وجل :) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ( فيه قولان :
أحدهما : أنه أمر بدخول الجنة.
الثاني : أنه أخبر بأنه قد استحق دخول الجنة لأن دخولها يستحق بعد البعث.
) قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ( في هذا التمني منه قولان :
أحدهما : أنه تمنى أن يعلموا حاله ليعلموا حسن مآله وحميد عاقبته.
الثاني : أنه تمنى ذلك ليؤمنوا مثل إيمانه فيصيروا إلى مثل حاله. قال ابن عباس : نصح قومه حياً وميتاً.
ويحتمل قوله :) وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكرَمِينَ ( وجهين :
أحدهما : ممن أكرمه بقبول عمله. الثاني : ممن أحله دار كرامته.


الصفحة التالية
Icon