صفحة رقم ١٧٢
أحدهما : عمد إلى السماء، قاله ابن عيسى.
الثاني : استوى أمره إلى السماء، قاله الحسن.
) فقال لها واللأرض ائتيا طوْعاً أو كرهاً ( فيه قولان
: أحدهما : أنه قال ذلك قبل خلقها، ويكون معنى ائتيا اي كونا فكانتا كما قال تعالى ) إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كُن فيكون ( قاله ابن بحر.
الثاني : قول الجمهور أنه قال ذلك لهما بعد خلقهما.
فعلى هذا يكون في معناها أربع تأويلات :
أحدها : معناه أعطيا الطاعة في السير المقدر لكما طوعاً أو كرهاً أي اختياراً أو إجباراً قاله سعيد بن جبير. الثاني : ائتيا عبادتي ومعرفتي طوعاً أو كرهاً باختيار أو غير اختيار.
الثالث : ائتيا بما فيكما طوعاً أو كرهاً، حكاه النقاش.
الرابع : كونا كما أمرت من شدة ولين، وحزن وسهل ومنيع وممكن، قاله ابن بحر.
وفي قوله ) لَهَا ( وجهان :
أحدهما : أنه قول تكلم به.
الثاني : أنها قدرة منه ظهرت لهما فقام مقام الكلام في بلوغ المراد ) قالتا أتينا طائعين ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : معناه أعطينا الطاعة، رواه طاووس.
الثاني : أتينا بما فينا. قال ابن عباس : أتت السماء بما فيها من الشمس والقمر والنجوم، وأتت الأرض بما فيها من الأشجار والأنهار والثمار.
الثالث : معناه كما أراد الله أن نكون، قاله ابن بحر. وفي قولهما وجهان :
أحدهما : أنه ظهور الطاعة منهما قائم مقام قولهما.


الصفحة التالية
Icon