صفحة رقم ٢١٢
قوله عز وجل :) وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً ( الآية. سبب نزولها ما حكاه النقاش أن اليهود قالوا للنبي ( ﷺ ) ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبياً صادقاً كما كلمه موسى ونظر إليه ؟ فنزلت هذه الآية.
وفي قوله :) وَحْياً ( وجهان :
أحدهما : أنه نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاماً، قاله مجاهد.
الثاني : رؤيا يراها في منامه، قاله زهير بن محمد.
) أَوْ مِن وَرَآءِي حِجَابٍ ( قال زهير : كما كلم موسى
. ) أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً ( قال زهير : هو جبريل
. ) فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ ( وهذا الوحي من الرسل خطاب منهم للأنبياء يسمعونه نطقاً ويرونه عياناً. وهكذا كانت حال جبريل إذا نزل بالوحي على النبي ( ﷺ ).
قال ابن عباس : نزل جبريل على كل نبي فلم يره منهم إلا محمد وعيسى وموسى وزكريا صلوات الله عليهم أجمعين، فأما غيرهم فكان وحياً إلهاماً في المنام.
قوله عز وجل :) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : رحمة من عندنا، قاله قتادة.
الثاني : وحياً من أمرنا، قاله السدي.
الثالث : قرآناً من أمرنا، قاله الضحاك.
) مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ ( فيه وجهان :
أحدهما : ما كنت تدري ما الكتاب لولا الرسالة، ولا الإيمان لولا البلوغ، قاله ابن عيسى.
الثاني : ما كنت تدري ما الكتاب لولا إنعامنا عليك، ولا الإيمان لولا هدايتنا لك وهو محتمل.
وفي هذا الإيمان وجهان :
أحدهما : أنه الإيمان بالله، وهذا يعرفه بعد بلوغه وقبل نبوته.
الثاني : أنه دين الإٍسلام، وهذا لا يعرفه إلا بعد النبوة.
) وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً... ( فيه قولان أحدهما : جعلنا القرآن نوراً، قاله السدي.


الصفحة التالية
Icon