صفحة رقم ٢٢٦
وفي قوله :) عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ ( ثلاثة أوجه :
أحدها : عن ذكر الله، قاله قتادة.
الثاني : عما بيّنه الله من حلال وحرام وأمر ونهي، وهو معنى قول ابن عباس.
الثالث : عن القرآن لأنه كلام الرحمن، قاله الكلبي.
) نُقِيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً ( فيه وجهان :
أحدهما : نلقيه شيطاناً.
الثاني : نعوضه شيطاناً، مأخوذ من المقايضة وهي المعاوضة.
) فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ( فيه قولان :
أحدهما : أنه شيطان يقيض له في الدنيا يمنعه من الحلال ويبعثه على الحرام، وينهاه عن الطاعة ويأمره بالمعصية، وهو معنى قول ابن عباس.
الثاني : هو أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصير بهما الله إلى النار، قاله سعيد بن جبير.
قوله عز وجل :) حَتَّى إِذَا جَآءَنا ( قرأ على التوحيد أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وحفص، يعني ابن آدم، وقرأ الباقون ) جَاءَانَا ( على التثنية يعني ابن آدم وقرينه.
) قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بَعُدَْ الْمَشْرِقَيْنِ ( هذا قول ابن آدم لقرينه وفي المشرقين قولان :
أحدهما : أنه المشرق والمغرب فغلب أحدهما على الآخر كما قيل : سنة العمرين، كقول الشاعر :
أخذنا بآفاق السماء عليكم
لنا قمراها والنجوم الطوالع
الثاني : أنه مشرق الشتاء ومشرق الصيف، كقوله تعالى ) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (.
قوله عز وجل :) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ( وهذا خطاب للنبي ( ﷺ )، وفيه قولان :


الصفحة التالية
Icon