صفحة رقم ٢٤٧
الثاني : معناه فاحفظ يا محمد قولهم هذا لتشهد عليهم يوم تأتي السماء بدخان مبين، ولذلك سمي الحافظ رقيباً، قال الأعشى :
عليّ رقيب له حافظٌ
فقل في امرىءٍ غِلقٍ مرتهن
وفي قوله تعالى ) يَوْمَ تَأْتِي السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ( ثلاثة أقاويل
: أحدها : ما أصاب أهل مكة من شدة الجوع حتى صار بينهم وبين السماء كهيئة الدخان لما دعا عليهم رسول الله ( ﷺ ) في إبطائهم عن الإيمان وقصدهم له بالأذى، فقال :( اللَّهُمَّ اكفِنِيهِم بِسَبْعٍ كَسَبْع يُوسُفَ ) قاله ابن مسعود. قال أبو عبيدة والدخان الجدب. وقال ابن قتيبة : سمي دخاناً ليبس الأرض منه حتى يرتفع منها الدخان.
الثاني : أنه يوم فتح مكة لما حجبت السماء الغيوم، قاله عبد الرحمن بن الأعرج.
الثالث : أنه دخان يهيج بالناس يوم القيامة يأخذ المؤمن منه كالزكمة، وينفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع منه، رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً.
قوله عز وجل :) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الدخان، قاله قتادة.
الثاني : الجوع : قاله النقاش.
الثالث : أنه الثلج وهذا لا وجه له لأن هذا إما أن يكون في الآخرة أو في أهل مكة، ولم تكن مكة من بلاد الثلج غير أنه مقول فحكيناه.
قوله عز وجل :) إِنَّا كَاشِفُواْ الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ ( فيه قولان :
أحدهما : أي عائدون إلى نار جهنم.
الثاني : إلى الشرك، قاله ابن مسعود. فلما كشف ذلك عنهم باستسقاء النبي ( ﷺ ) لهم عادوا إلى تكذيبه.


الصفحة التالية
Icon