صفحة رقم ٢٦٦
بآبائنا إن كنتم صادقين قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ( قوله عز وجل :) وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا ( وهذا القول منهم إنكار للآخرة وتكذيب بالبعث وإبطال للجزاء.
) نَمُوتُ وَنَحْيَا ( فيه وجهان
: أحدهما : أنه مقدم ومؤخر، وتقديره : نحيا نموت. وهي كذلك في قراءة ابن مسعود.
الثاني : أنه على تربيته، وفي تأويله وجهان :
أحدهما : نموت نحن ويحيا أولادنا، قاله الكلبي.
الثاني : يموت بعضنا.
) وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ ( فيه أربعة أوجه :
أحدها : وما يهلكنا إلا العمر، قاله قتادة. وأنشد قول الشاعر :
لكل أمر أتى يوماً له سبب
والدهر فيه وفي تصريفه عجب
الثاني : وما يهلكنا إلا الزمان، قاله مجاهد.
وروى أبو هريرة قال : كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار، والذي يهلكنا يميتنا ويحيينا، فنزلت هذه الآية.
الثالث : وما يهلكنا إلا الموت، قاله قطرب، وأنشد لأبي ذؤيب :
أمن المنون وريبها تتوجع
والدهر ليس بمعتب من يجزع
الرابع : وما يهلكنا إلا الله، قاله عكرمة.
وروى الحسن قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( رجال يقولون : يا خيبة الدهر، يا


الصفحة التالية
Icon