صفحة رقم ٢٧٦
أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون " ( قوله عز وجل :) وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْه إحْسَاناً ( في قراءة أهل الكوفة وقرأ الباقون حسناً. قال السدي : يعني براً.
) حَمَلْتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ( أي حملته بمشقة ووضعته بمشقة. وقرىء كرهاً بالضم والفتح. قال الكسائي والفراء في الفرق بينهما أن الكره بالضم ما حمل الإنسان على نفسه، وبالفتح ما حمل على غيره.
) وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَ ثُونُ شَهْراً ( الفصال مدة الرضاع، فقدر مدة الحمل والرضاع ثلاثون شهراً، وكان في هذا التقدير قولان :
أحدهما : أنها مدة قدرت لأقل الحمل وأكثر الرضاع، فلما كان أكثر الرضاع أربعة وعشرين شهراً لقوله تعالى :) حَولَينِ كَامِلَينِ لِمَنْ أَرادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ( " [ البقرة : ٢٣٣ ] دل ذلك على أن مدة أقل الحمل ما بقي وهو ستة أشهر، فإن ولدته لتسعة أشهر لم يوجب ذلك نقصان الحولين في الرضاع، قاله الشافعي وجمهور الفقهاء.
الثاني : أنها مدة جمعت زمان الحمل ومدة الرضاع، فإن كانت حملته تسعة أشهر ؛ أرضعته أحداً وعشرين شهراً، وإن كانت حملته عشرة أشهر أرضعته شهراً لئلا تزيد المدة فيهما عن ثلاثين شهراً، قاله ابن عباس.
) حَتَّى إذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ ( وفي الأشد تسعة أقاويل :
أحدها : أنه البلوغ، قاله ابن مالك والشعبي وزيد بن أسلم.
الثاني : خمسة عشر سنة، قاله محمد بن أويس.
الثالث : ثماني عشرة سنة، قاله ابن جبير.
الرابع : عشرون سنة، قاله سنان.


الصفحة التالية
Icon