صفحة رقم ٢٨٦
الثاني : أنهم صرفوا عن بلادهم بالتوفيق هداية من الله لهم حتى أتوا نبي الله ببطن نخلة.
وفيهم أربعة أقاويل :
أحدها : أنهم جن من أهل نصيبين، قاله ابن عباس.
الثاني : أنهم من أهل نينوى، قاله قتادة.
الثالث : أنهم من جزيرة الموصل، قاله عكرمة.
الرابع : من أهل نجران، قاله مجاهد.
واختلف في عددهم على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنهم كانوا اثني عشر ألفاً من جزيرة الموصل، قاله عكرمة.
الثاني : أنهم كانوا تسعة أحدهم زوبعة، قاله زر بن حبيش.
الثالث : أنهم كانوا سبعة : ثلاثة من أهل نجران وأربعة من أهل نصيبين، وكانت أسماؤهم حسى ومسى وشاصر وناصر والأردن وأنيان الأحقم، قاله مجاهد.
واختلف في علم النبي ( ﷺ ) على قولين :
أحدهما : أنه ما شعر بهم رسول الله ( ﷺ ) حتى أوحى الله إليه فيهم وأخبره عنهم، قاله ابن عباس، والحسن.
الثاني : أن الله قد كان أعلمه بهم قبل مجيئهم. روى شعبة عن قتادة أن نبي الله ( ﷺ ) قال :( إِنِّي أمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَى الْجِنِّ فَأَيُّكُمْ يَتْبَعُنِي ) فأطرقوا فاتبعه ابن مسعود فدخل نبي الله ( ﷺ ) شعباً يقال له شعب الحجون وخط عليه وخط على ابن مسعود ليثبته بذلك، قال عكرمة : وقال لابن مسعود :( لاَ تَبْرَحْ حَتَّى آتِيكَ ) فلما خشيهم ابن مسعود كاد أن يذهب فذكر قول النبي ( ﷺ ) فلم يبرح، فقال له النبي ( ﷺ ) :( لَوْ ذَهَبْتَ مَا التَقَيْنَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) ولما توجه رسول الله ( ﷺ ) إليهم تلا عليهم القرآن وقضى بينهم في قتيل منهم.