صفحة رقم ٣٠١
الثاني : أنها التي يذكر فيها القتال : وهي أشد القرآن على المنافقين، قاله قتادة.
ويحتمل :
ثالثاً : أنها التي تضمنت نصوصاً لم يتعقبها ناسخ ولم يختلف فيها تأويل :
) رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ ( هم المنافقون، لأن قلوبهم كالمريضة بالشك. فإذا أنزلت السورة المحكمة سر بها المؤمنون وسارعوا إلى العمل بما فيها، واغتم المنافقون ونظروا إلى رسول الله ( ﷺ ).
) نَظَرَ الْمَغْشِّيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوتِ ( غماً بها وفزعاً منها
. ) فَأَوْلَى لَهُمْ ( فيه وجهان
: أحدهما : أنه وعيد، كأنه قال : العقاب أولى لهم، قاله قتادة.
الثاني : أولى لهم، ) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ( من أن يجزعوا من فرض الجهاد عليهم، قاله الحسن.
وفيه وجه ثالث : أن قوله ) طَاعَةٌ وَقُوْلٌ مَعْرُوفٌ ( حكاية من الله عنهم قبل فرض الجهاد عليهم، ذكره ابن عيسى.
والطاعة هي الطاعة لله ورسوله في الأوامر والنواهي. وفي القول المعروف وجهان :
أحدهما : هو الصدق والقبول.
الثاني : الإجابة بالسمع والطاعة.
) فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ ( أي جد الأمر في القتال
. ) فَلَوْ صَدَقُواْ اللَّه ( بأعمالهم ) لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ ( من نفاقهم
. قوله عز وجل :) فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأرْضِ ( فيه أربعة أوجه :
أحدها : فهل عسيتم إن توليتم أمور الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم، قاله الكلبي.