صفحة رقم ٣٣٤
قوله عز وجل :) يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ ( يعني ظن السوء. بالمسلم توهماً من غير تعلمه يقيناً.
) إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ( فيه وجهان :
أحدهما : يعني ظن السوء.
الثاني : أن يتكلم بما ظنه فيكون إثما، فإن لم يتكلم به لم يكن إثماً، قاله مقاتل بن حيان.
) وَلاَ تَجَسَّسُوا ( فيه وجهان :
أحدهما : هو أن يتبع عثرات المؤمن، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة.
الثاني : هو البحث عم خفي حتى يظهر، قاله الأوزاعي.
وفي التجسس والتحسس وجهان :
أحدهما : أن معناهما واحد، قاله ابن عباس وقرأ الحسن بالحاء. وقال الشاعر :
تجنبت سعدى أن تشيد بذكرها
إذا زرت سعدى الكاشح المتحسس
وقال أبو عمرو الشيباني : الجاسوس : صاحب سر الشر، والناموس صاحب سر الخير.
والوجه الثاني : أنهما مختلفان. وفي الفرق بينهما وجهان :
أحدهما : أن التجسس بالجيم هو البحث، ومنه قيل رجل جاسوس إذا كان يبحث عن الأمور وبالحاء هو ما أدركه الإنسان ببعض حواسه.
الثاني : أنه بالحاء أن يطلبه لنفسه وبالجيم أن يكون رسولاً لغيره. والتجسس أن يجس الأخبار لنفسه ولغيره.
) وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً ( والغيبة : ذكر العيب بظهر الغيب، قال الحسن : الغيبة ثلاثة كلها في كتاب الله : الغيبة والإفك والبهتان، فأما الغيبة، فأن تقول في


الصفحة التالية
Icon