صفحة رقم ٣٤
قوله عز وجل :) الذي جَعَلَ لكم مِنَ الشجر الأخضر ناراً ( الآية أي الذي جعل النار المحرقة في الشجر الرطب المَطفي وجمع بينهما مع ما فيهما من المضادة، لأن النار تأكل الحطب، وأقدركم على استخراجها هو القادر على إعادة الموتى وجمع الرفات.
ويحتمل ذلك منه وجهين :
أحدهما : أن ينبه الله تعالى بذلك على قدرته التي لا يعجزها شيء.
الثاني : أن يدل بها على إحياء الموتى كما أحييت النار بالإذكاء.
قال الكلبي : كل الشجر يقدح منه النار إلا العناب.
وحكى أبو جعفر السمرقندي عن أحمد بن معاذ النحوي في قوله تعالى ) الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ( يعني به إبراهيم، ) ناراً ( أي نوراً يعني محمداً ( ﷺ ).
) فإذا أنتم منه توقِدون ( أي تقتبسون الدين.
( يس :( ٨١ - ٨٣ ) أو ليس الذي.....
" أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون " ( قوله عز وجل :) إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ( فيه وجهان :
أحدهما : معناه أن يأمر فيوجد.
الثاني : ما قاله قتادة أنه ليس شيء أخف في الكلام من ) كن ( ولا أهون على لسان العرب من ذلك، فجعله الله تعالى مثلاُ لأمره في السرعة.
) فسبحان الذي بيده ملكوت كلِّ شيءٍ ( فيه وجهان :
أحدهما : خزائن كل شيء.
الثاني : ملك كل شيء إلا أن فيه مبالغة.