صفحة رقم ٣٤٨
الثاني : أن يكون الحق هو الموت، سمي حقاً، إما لاسحقاقه، وإما لانتقاله إلى دار الحق. فعلى هذا يكون في الكلام تقديم وتأخير. وتقديره : وجاءت سكرة الحق بالموت، ووجدتها في قراءة ابن مسعود كذلك.
) ذلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ( يحتمل وجهين
: أحدهما : أنه كان يحيد من الموت، فجاءه الموت.
الثاني : أنه يحيد من الحق، فجاءه الحق عند المعاينة.
وفي معنى التحيد وجهان :
أحدهما : أنه الفرار، قاله الضحاك.
( الثاني ) : العدول، قاله السدي. ومنه قول الشاعر :
ولقد قلت حين لم يك عنه
لي ولا للرجال عنه محيد.
فروى عاصم بن أبي بهدلة، عن أبي وائل، أن عائشة قالت عند أبيها وهو يقضي :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوماً، وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر :( هلا قلت كما قال الله ] : وَجَآءَتْ سَكْرَتُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (.
قوله عز وجل :) وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ ( أما السائق ففيه قولان :
أحدهما : أنه ملك يسوقه إلى المحشر، قاله أبو هريرة وابن زيد.
الثاني : أنه أمر من الله يسوقه إلى موضع الحساب، قاله الضحاك.
وأما الشهيد ففيه أربعة أقاويل :
أحدها : أنه ملك يشهد عليه بعمله، وهذا قول عثمان بن عفان والحسن.
الثاني : أنه الإنسان، يشهد على نفسه بعمله، رواه أبو صالح.


الصفحة التالية
Icon