صفحة رقم ٣٨٣
الرابع : لا لغو في الجنة ولا كذب، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً. واللغو ها هنا فحش الكلام كما قال ذو الرمة :
فلا الفحش فيه يرهبون ولا الخنا
عليهم ولكن هيبة هي ما هيا
بمستحكم جزل المروءة مؤمن
من القوم لا يهوى الكلام اللواغيا
) وَيَطُوفُ عَلَيْهُمْ غِلُمَانٌ لَّهُمْ ( ذكر ابن بحر فيه وجهين :
أحدهما : ان يكون الأطفال من أولادهم الذين سبقوهم، فأقَرَّ الله بهم أعينهم.
الثاني : أنهم من أخدمهم الله إياهم من أولاد غيرهم.
) كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ( أي مصون بالكن والغطاء، ومنه قول الشاعر :
قد كنت أعطيهم مالاً وأمنعهم
عرضي، وودهم في الصدر مكنون
قال قتادة : بلغني أنه قيل يا رسول الله هذا الخدم مثل اللؤلؤ المكنون فكيف المخدوم ؟ قال :( والذي نفسي بيده لفضل ما بينهم، كفضل القمر ليلة البدر على النجوم ). ) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ( يحتمل وجهين :
أحدهما : بالجنة والنعيم. الثاني : بالتوفيق والهداية. ) وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ( فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه عذاب النار، قاله ابن زيد. وقال الأصم : السموم اسم من أسماء جهنم.
الثاني : أنه وهج جهنم، وهو معنى قول ابن جريج.
الثالث : لفح الشمس والحر، وقد يستعمل في لفح البرد، كما قال الراجز :
اليوم يوم بارد سمومه
من جزع اليوم فلا نلومه
) إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن البر الصادق، قاله ابن جريج.
الثاني : اللطيف، قاله ابن عباس.


الصفحة التالية
Icon