صفحة رقم ٣٩٤
أحدهما : أنه أراد صاحب الفؤاد فعبر عنه بالفؤاد لأنه قطب الجسد وقوام الحياة.
الثاني : أنه أرد نفس الفؤاد لأنه محل الإعتقاد وفيه قولان :
أحدهما : معناه ما أوهمه فؤداه ما هو بخلافه كتوهم السراب ماء، فيصير فؤاده بتوهم المحال كالكاذب له، وهو تأويل من قرأ ) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ ( بالتخفيف.
الثاني : معناه ما أنكر قلبه ما رأته عينه، وهو تأويل من قرأ ) كَذَّبَ ( بالتشديد. وفي الذي رأى خمسة أقاويل :
أحدها : رأى ربه بعينه، قاله ابن عباس.
الثاني : في المنام، قاله السدي.
الثالث : أنه بقلبه روى محمد بن كعب قال : قلنا يا رسول الله [ هل رأيت ربك ] ؟
قال :( رَأَيْتُهُ بِفُؤَادِي مَرَّتَيْنِ ) ثم قرأ :) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (.
الرابع : أنه رأى جلاله، قاله الحسن، وروى أبو العالية قال : سئل رسول الله ( ﷺ ) قال :( رَأَيتُ نَهْرَاً وَرَأَيتُ وَرَاءَ النَّهْرِ حَجَاباً ورَأَيتُ وَرَاءَ الحِجَابِ نُوراً لَمْ أَرَ غَيَرَ ذَلِكَ ).
الخامس : أنه رأى جبريل على صورته مرتين، قاله ابن مسعود.
) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أفتجادلونه على ما يرى، قاله إبراهيم.
الثاني : أفتجادلونه على ما يرى، وهو مأثور.