صفحة رقم ٤٣٩
آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان " ( ) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ( فيه وجهان :
أحدهما : أن بطائنها يريد به ظواهرها، قاله قتادة.
والعرب تجعل البطن ظهراً فيقولون هذا بطن السماء وظهر السماء.
الثاني : أنه أراد البطانة دون الظهارة، لأن البطانة إذا كانت من إستبرق وهي أدون من الظاهرة دل على أن الظهارة فوق الإستبرق، قاله الكلبي.
وسئل عباس فما الظواهر ؟ قال : إنما وصف لكم بطائنها لتهتدي إليه قلوبكم فأما الظواهر فلا يعلمها إلا الله.
) وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ( فأما الجنا فهو الثمر، ومنه قول الشاعر :
هذا جناي وخياره فيه
إذ كل جان يده إلى فيه
وفي قوله :) دَانٍ ( وجهان :
أحدهما : داني لا يبعد على قائم ولا على قاعد، قاله مجاهد.
الثاني : أنه لا يرد أيديهم عنها بُعد ولا شوك، قاله قتادة.
) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ( قال قتادة : قصر طرفهن على أزواجهن، لا يسددن النظر إلى غيرهم، ولا يبغين بهم بدلاً.
) لَمْ يَطْمَثهنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : لم يمسسهن، قال أبو عمرو : الطمث المس، وذلك في كل شيء يمس.
الثاني : لم يذللهن إنس قبلهم ولا جان، والطمث : التذليل، قاله المبرد.
الثالث : لم يُدْمِهُنَّ يعني إنس ولا جان، وذلك قيل للحيض طمث، قال الفرزدق :